النشيد الوطني النيجيري.. ما بين القديم والجديد

أحمد البدوي عبد الرحيم
أحمد البدوي عبد الرحيم - مدير النشر والصفحات الاجتماعية.

إن النشيد الوطني لأي بلد يمثل شعبه وتاريخه وقيمه، لكونه يجعل الناس يشعرون بالفخر والاعتزاز بوطنهم، ويجمعهم معًا للاحتفال ببلدهم ككل. والنشيد الوطني لنيجيريا لا يختلف شأنه عن هذا، حيث يعتزّ النيجيريون بإنشاده حيثما كانوا في ربوع العالم افتخارا بدولة نيجيريا. ولقد أقرّ مجلس النواب النيجيري يوم الخميس 23 مايو 2024 مشروع قانون يقترح العودة إلى النشيد الوطني القديم، وعدم الاعتراف بالنشيد الوطني الحالي. ولقي القانون ترحيبا واسعا في مجلس الشيوخ بعد أن تم تقديمه إليهم في نفس اليوم، و وقّع عليه الرئيس بولا أحمد تينوبو (Bola Ahmed Tinubu) ليصبح قانونا رسميا في 29 مايو 2024، فتمّ بذلك تغيير النشيد الوطني النيجيري رسميّا.

انطلاقا من هذا، يهدف هذا المقال إلى عرض محتوى القانون والإجراءات التشريعية التي أدّت إلى إقرار المجلسَيْن الوطنيين الفدراليين (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) بالمشروع، مع تسليط الضوء على ردود المواطنين تجاه هذه الخطوة.

مشروع قانون النشيد الوطني النيجيري لعام 2024

قدّم رئيس الأغلبية في مجلس النواب، يوليوس إيهونفبير ( Julius Ihonvbere) مشروع قانون([1]) ينصّ على تغيير  النشيد الوطني النيجيري في يوم الخميس 23 مايو 2024، مقترحا الأخذ بالنشيد الوطني القديم السابق مكان النشيد الوطني الحالي. و بعد تقديمه للمشروع، قاد بنفسه المناقشة حول مبدئه العام مؤكدا أن النشيد الحالي يفتقر إلى صرامة القديم، حيث قال:”لقد استغرقت بعض الوقت للنظر في النشيد القديم والجديد، وباعتباري نيجيريًا شارك في النضال من أجل جعل نيجيريا مكانًا أفضل، إما كطالب في حركة اتحاد الطلاب بما في ذلك حركة “علي يجب أن يرحل” (Ali Must Go)، أو كمدرس جامعي، أو كوني سكرتيرًا ونائب رئيس ورئيسًا لجامعة ولاية أريزونا، أو كناشط مؤيد للديمقراطية قضى اثني عشر عامًا ونصف في المنفى الاختياري، أعتقد أن النشيد القديم يشمل وينضح بنوع من الهمة و سعة المهارة والبصيرة التي أعتقد أنها مفيدة لنيجيريا”.

وفي معرض الحديث عن مشروع القانون، ردّ زعيم الأقلية، كينغسلي تشيندا (Kingsley Chinda)، على استسلام الزعيم، مدّعيا أن النشيد القديم هو رمز للماضي، كما سلط الضوء على كون النشيد القديم من تأليف ليليان جان ويليامز وألحان فرانسيس بيردا، حيث وصفه بـ”رمز الاستعمار”. قال في ذلك: “على الرغم من أن مهمتنا هي سن القوانين، إلا أن كل قانون نسنّه يجب أن يكون له روحية. لنسائل أنفسنا، ما هو جوهر هذا القانون؟”([2]).

واستطرد قائلا: “يجب أن يكون هناك “سبب واضح” لسنّ القانون….فما هي القيمة التي سيضيفها لنا تغيير النشيد كأمة؟ أنا أقف لمعارضة ذلك. وأطلب من الزعيم سحبه”.

وتحدث النائب أحمد ساتومي (Ahmad Satomi) أيضًا ضد مشروع القانون من خلال التشكيك في فائدة مشروع القانون في مكافحة الجوع وانعدام الأمن، وقال: “دعونا نقوم بشيء من شأنه أن يجلب التنمية في أنظار المجتمع الدولي، دعونا نفكر في شيء من شأنه أن يحقق التقدم للبلاد”([3]).

ثمّ أيّد نائب آخر ، أحمد جاها (Ahmad Jaha) مشروع القانون بإظهار عدم صلاحية محتوى النشيد الحالي لنيجيريا([4]).

وبعد انتهاء المناقشة، طرح نائب رئيس مجلس النواب, بَيْن كالو (Ben Kalu) مشروع القانون للتصويت وكان صوت من قالوا “لا” أعلى، لكنه حكم لصالح من قالوا “نعم”.فأثار ذلك ضجة خفيفة في مجلس النواب حيث أعرب بعض النواب عن عدم موافقتهم للحكم المقرر. مع ذلك، لم ينزعج نائب رئيس البرلمان من الأصوات المعارضة، وبدلاً من إحالة مشروع القانون إلى لجنة للاستماع العام، قام بنقله إلى اللجنة الجامعة للنظر فيه. وفي اللجنة الجامعة، بدا أن المعارضة لمشروع القانون قد تضاءلت حيث إن زعيم الأقلية فقط هو الذي أثار المخاوف بشأن الأخطاء المطبعية في مشروع القانون. وبعد النظر في كل بند على حدة في اللجنة، قام السيد كالو بعرض مشروع القانون للقراءة الثالثة وتم تعديله عندما تم طرحه للتصويت، وتمت الموافقة على هذا المشروع من قبل أعضاء مجلس النواب النيجيري، من خلال القراءة الأولى والثانية والثالثة له. ومع العلم بأنه حدثت معارضات من قبل بعض أعضاء المجلس تجاه مشروع القانون هذا، فقد حظي بتمرير سريع، ثم أقره المشرّعون بعد ذلك، وتمّ تقديمه إلى مجلس الشيوخ النيجيري في اليوم نفسه.

وفي مجلس الشيوخ، حظي هذا المشروع بنظرة سريعة، حيث مرّ بالقراءة الأولى والثانية دون تأخر، في جلسة مغلقة أقامها المجلس للنظر في مشروع القانون هذا. وذلك بعد أن تقدم زعيم مجلس الشيوخ، أوبييمي باميديلي (Opeyemi Bamidele) باقتراح لمشروع القانون.

و تبين أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ كانوا ضد الإقرار السريع لمشروع القانون خلال الجلسة المغلقة، منهم: آدامز أوشيومهولي (Adams Oshiomole) ومحمد غوجي (Muhammad Goje)، اللذَيْن عارضا على وجه التحديد الإقرار السريع لمشروع القانون دون استشارة النيجيريين. وحثّ الثنائي قيادة مجلس الشيوخ على تنظيم جلسة استماع عامة حول مشروع القانون قبل النظر في إقراره. بينما أيد عضو آخر فيكتور أومه (Victor Umeh)، الإقرار السريع لمشروع القانون، حيث أشاد بالنشيد القديم باعتباره صياغة جيدة، ويؤيد تغيير النشيد الحالي بنسبة 100% بتعديل القانون وإعادة النشيد القديم بإسقاط النشيد الحالي([5]).

وبعد ذلك، قرّر رئيس مجلس الشيوخ أن يتم إقرار مشروع القانون في ذلك اليوم، وأنه يجب على أي نيجيري غير راضٍ للإقرار، أن يأتي إلى مجمع مجلس الشيوخ لجلسة استماع عامة. وفي النهاية أقرّ المجلس الأعلى مشروع القانون في القراءة الثالثة له خلال الجلسة العامة، التي انعقدت في يوم الثلاثاء 28 مايو 2023، وهناك تمّت الموافقة الرسمية عليه. وقام الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو بالتوقيع عليه ليصبح قانونا رسميا في يوم الأربعاء 29 مايو 2024، فتمت بذلك – وبشكل رسمي – إعادة تبنّي النشيد الوطني القديم لنيجيريا والذي يعود إلى أكتوبر 1960.

النشيد الوطني النيجيري الأول والحالي (من 1960-1978؛ ومن 2024-)

إن النشيد الوطني النيجيري جزء حيوي من ثقافة البلاد، يُظهر آمال الشعب النيجيري وقيمه وتاريخه من خلال كلماته ومعناه وسياقه التاريخي، ويشجع النشيد الشعب النيجيري على العمل معًا من أجل مستقبل أفضل للبلاد.

وللنشيد القديم تاريخ يعود إلى عام 1960 عندما تخلصت البلاد من الحكم الاستعماري البريطاني، إذ كانت الأغنية الرسمية لنيجيريا قبل الاستقلال، هي النشيد البريطاني الذي مطلعه “فليحفظ الله الملكة”، وكان النيجيريون يغنونه في جميع المناسبات الرسمية والأساسية. ولكن بعد حصول نيجيريا على الاستقلال، كانت في حاجة إلى نشيد جديد يُظهر ما يدافع عنه شعب نيجيريا وما يريده.

وقد تمت كتابة هذا النشيد الوطني النيجيري قبل أشهر قليلة من تخلص البلاد من الحكم البريطاني، على يد الآنسة البريطانية ليليان جين ويليامز، وهي موظفة بريطانية في وزارة العمل والرعاية الاجتماعية . ولحنتها الآنسة البريطانية فرانسيس بيندا (Frances Benda)، وهي مدرّسة الموسيقى وعازفة بيانو محترفة في مدرسة كارول للبالية الكلاسيكية في لندن([6]).

وفي عيد استقلال نيجيريا، 1 أكتوبر 1960، بدأت البلاد في إنشاد هذا النشيد الذي عرف باسم “نيجيريا، نحييك”. وأبياته كالتالي:

المقطع الأول:

نيجيريا، نحييك!

وطننا العزيز

رغم أن القبائل والألسنة قد تختلف

في الأخوة نقف

النيجيريون جميعًا فخورون بخدمة

وطننا السيادي.

سيكون علمنا رمزا

أن الحقيقة والعدالة تسود

في السلام أو المعركة يُشرَّف،

وهذا نحسبه مكسبا

كي نسلّم لأطفالنا

راية بلا وصمة عار.

المقطع الثاني:

يا إله الخلق أجمعين

امنح طلبنا الوحيد هذا.

ساعدنا في بناء أمة

حيث لا يوجد إنسان مظلوم

مع استقرار السلام والوفرة

نيجيريا ستكون مباركة([7]).

كان هذا النشيد مؤثرا للغاية، واستخدم كرمز وطني لفترة طويلة، من عام 1960 إلى عام 1978. وغالبًا ما كان النيجيريون يغنونه في المناسبات والاحتفالات الرسمية، لكن الحكومة الفيدرالية أوقفت استخدامه في النهاية لأنه إرث استعماري حيث كُتِب ولحّن من قبل بريطانيين، دون أن يكون للنيجيريين مداخلة إبداعية فيه، ولأنه أظهر خلافات البلاد بقوله “رغم أن القبائل والألسنة قد تختلف…..”.

فأدى ذلك لأن دعت الحكومة الفيدرالية النيجيريين إلى المشاركة في النشيد الوطني الجديد بإرسال كلماتهم كجزء من مسابقة مفتوحة. وهكذا لم يصمد “نيجيريا نحييك” إلا 18 عاما حيث تمّ التخلّي عنه في عام 1978، ولم يعد النشيد الوطني الرسمي لنيجيريا.

النشيد الوطني النيجيري الثاني والسابق (من 1978 – 2024)

حصلت الحكومة النيجيرية من خلال دعوتها للنشيد الوطني الجديد 1449 مشاركة، ولكن اللجنة اختارت خمسة مرشحين نهائيين منها. وحصل هؤلاء الأشخاص الذين كتبوا النشيد الوطني النيجيري المختار على مبلغ 10,00 نيرا مقابل عملهم الإبداعي. وهم([8]):

  • السيد سوتا أومويجي Sota Omoigui: كان طبيبا استشاريا في التخدير وشاعرا نيجيريا. و تخرج من كلية الطب في جامعة إبادن عام 1983. حصل على جائزة المواطنة من قبل الرئيس بولا أحمد تينوبو، كجزء من احتفالات ذكرى الثالث والستين لاستقلال نيجيريا التي أقيمت في 5 أكتوبر 2023.
  • البروفيسور باباتندي أوغونايكي A. Ogunnaike : كان مهندسا كيميائيا أمريكيا من أصل نيجيري، والعميد السابق لكلية الهندسة بجامعة ديلاوير بالولايات المتحدة، وعضوا في الأكاديمية النيجيرية للهندسة. ولد في عام 1956 في ولاية أوغن، و توفي في عام 2022 بسبب مرض السرطان، وأصدر الرئيس النيجيري السابق، محمد بخاري رسالة تعزية اعترف فيها بوطنيته الفذة.
  • أديربيبي O. Aderibigbe : كان محاميا نيجيريا ولد عام 1933 في مدينة إبادن، ولاية أويو، والتحق بجامعة إبادن حيث درس القانون، ثم عمل محاميا في لاغوس بعد تخرجه، إلى أن توفي في عام 2010.
  • جون إيليتشوكو John A. Ilechukwu: وهو صحفي وشاعر نيجيري، ولد عام 1934 في مدينة نسوكا، والتحق بجامعة إبادن حيث درس اللغة الإنكليزية، وعمل صحفيا بعد تخرجه في صحيفة ديلي تايمز النيجيرية. وتوفي في عام 2005.
  • إيمي أيتيم أكبان Eme Etim Akpan : كان محاميا وشاعرا نيجيريا، ولد عام 1938 في مدينة كالابار، وخدم في الجيش البريطاني بين 1939-1945 ودرس القانون في جامعة إبادن،  وعمل محاميا في لاغوس بعد تخرجه إلى أن توفي في عام 2019.

وقامت اللجنة بجمع مقطوعات كلمات النشيد الوطني النيجيري لهؤلاء الخمسة معًا لتكوين مقطوعة واحدة. وفي 10 مايو 1978، تم تقديم هذا النشيد الجديد إلى Benedict Elide Odiase، الذي كان مسؤولاً عن الموسيقى في قوات الشرطة النيجيرية([9]).

وأبيات هذا النشيد السابق كالتالي:

المقطع الأول:

انهضوا  يا وطنيون

نيجيريا تنادي، فأجيبوا

لنخدم أرض الأهلين

بحب وقوة وإيمان

جهد الأجداد أبطالنا أبدا لا يتلاشى

لنخدم بقلب وشوكة

يد وحدتنا بالحرية

والسلام والوحدة

المقطع الثاني: 

يا إله الخلق

وجّه قضيتنا النبيلة ،

أرشد قادتنا إلى الطريق المستقيم،

ساعدوا شبابنا على معرفة الحق

لننمو في الحب والصدق

والعيش تحت ظل العدل والحق ،

للوصول إلى الغايات الشامخة،

لبناء وطن ينعم بالسلام

ويسوده العدل([10]).

 

وكان لهذا النشيد الوطني النيجيري الجديد أثر بليغ في نفوس المواطنين كسابقه، حيث يوضح ما يريده شعب نيجيريا ويقدره، و يذكر الناس باستقلال البلاد والتضحيات التي قدمها الأبطال في الماضي، كما أنه يحفز النيجيريين على العمل من أجل تحسين مستقبل بلادهم.

محتوى مشروع قانون النشيد الوطني النيجيري لعام 2024

ألزمت المادة الثالثة من مشروع القانون تلاوة النشيد الوطني في المناسبات التالية: مراسم الافتتاح والختام لاجتماعات المجلس التنفيذي الاتحادي ومجلس المديرين التنفيذيين للولايات، افتتاح جلسات المجالس التشريعية في نيجيريا واختتامها، مراسم أداء اليمين الدستورية، مراسم رفع العلم، الاحتفالات الكبرى، وحفلات توزيع الجوائز الكبرى، والاحتفالات التذكارية الكبرى، والاحتفالات التذكارية الوطنية وما شابه ذلك، والأنشطة الدبلوماسية الكبرى، والأحداث الرياضية الكبرى، ومناسبات أخرى يحددها من الوزير المسؤول عن التعليم من وقت لآخر بموافقة الرئيس النيجيري.

علاوة على ذلك، يمنع البند الرابع تغيير كلمات النشيد القديم، كما جاء فيه أنه يجب أن يتبع أداء وغناء النشيد الوطني الكلمات التي تحددها الحكومة الفيدرالية لنيجيريا. ويقترح مشروع القانون كذلك أن تقوم الوزارة المسؤولة عن الإعلام بتنظيم مراجعة واعتماد معيار أداء النشيد الوطني، و التسجيل الرسمي للنشيد الوطني الذي سيتم عزفه، مع بثّ النسخة المسجلة للنشيد في الموقع الإلكتروني للحكومة الفيدرالية لنيجيريا.

وجاء في البند السابع أنه يجب على المدارس الابتدائية والثانوية أن تجعل كلمات النشيد الوطني جزءً من التثقيف المدني وتنظيم التلاميذ والطلاب لتعلم النشيد الوطني. و يقترح مشروع القانون أيضا جعل المقطع الثاني من النشيد الوطني الحالي هو الصلاة الوطنية.

آراء النيجيريين في إعادة تبنّي النشيد الوطني القديم

انتقد العديد من النيجيريـين مساعي مجلسي الشيوخ والنواب لتغيير النشيد الوطني كما انتقدوا إدارة الرئيس بولا أحمد تينوبو لموافقتها عليه، ووصفوا الخطوة بأنها أولوية في غير محلها نظرا للتحديات الحاسمة التي تواجه البلاد وتحتاج إلى تدخّل عاجل. ولجأ الكثير  – من مشاهيير، وشخصيات سياسية، وغيرهم – إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن إحباطهم، كما أشار الآخرون إلى أن الإصلاحات التي بدأتها إدارة الرئيس بولا أحمد تينوبو تسببت في صعوبات اقتصادية دون أي حل، و سلطوا الضوء على عدة تحديات أخرى تحتاج إلى حلول مثل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وغيرها، مع التأكيد على أن تغيير النشيد الوطني ليس له أي تأثير على حياة المواطنين.

رفضًا للنشيد الوطني المقرر رسميا، أعلنت وزيرة التعليم السابقة، أوبي إيزيكويسيلي (Oby Ezekwesili)، أنها لن تعترف بالنشيد، بل إنها ستستمر في غناء النشيد الوطني السابق الملغى كلما لزم الأمر في أي وظيفة عامة. وبالمثل، أدان عضو مجلس الشيوخ السابق، شيهو ساني (Shehu Sani)، عودة النشيد الوطني القديم بشدة، حيث كتب في منشور على صفحته في منصة  X (تويتر سابقا) ما نصّه:

“تواجه نيجيريا تحديات اقتصادية وأمنية خطيرة لكنها تعطي الأولوية لتغيير نشيدها الوطني. لدينا عدوى بكتيرية، لذلك اخترنا عطر برادا بدلاً من البنسلين.”

وعلى الرغم من أن معظم المشاهير والمواطنين يعارضون إعادة تقديم النشيد القديم، إلا أن أفرادا قليلين منهم يؤيدون الحكومة في هذه الخطوة؛ فالفنان النيجيري برَايمو أولاوالي (Brymo Ọlawale) يقف مؤيدا لقرار تغيير النشيد الوطني في منشور مطوّل على صفحته في إنستغرام، معربا عن تضامنه مع الرئيس تينوبو، قائلاً:

“اقرأ  كلمات النشيد الوطني الجديد. فالمقطع الأول هو كل ما تحتاجه؛ إنها تؤكد أن نيجيريا هي الوطن الأم، والآن يمكن لأفريقيا أن تكون الوطن الأب، وتكون رمزًا لتعدد الزوجات، ويمكننا جميعًا التركيز على وحدة عائلية واحدة. والجزء المفضّل لديّ هو “نحن نقف في أخوة”. نحن جميعًا الآن أعضاء في أعظم طائفة على وجه الأرض. أصبحت نيجيريا الآن الأخوية الوحيدة التي يجب أن ينتمي إليها كل صبي وفتاة طموحة في هذا البلد. أنا سعيد جداً.”

هكذا تباينت آراء المواطنين تجاه تغيير النشيد الوطني، لكنها لم تؤثر قط على الوضع لأن القرار تمّ أخذه رسميا، وإدراجه في الدستور.

ــــــــــــــــــــ

[1] – John Akubo (2024). “Reps pass bill to revert to old national anthem”. The Guardian Nigeria, retrieved from https://rb.gy/sun2kk (اطلع عليه في 1 يوليو 2024).

[2] – المصدر السابق.

[3] – Bakare Majeed (2024). “How lawmakers accelerated, passed bill to change Nigeria’s National Anthem”. The Premium Times Nigeria, retrieved from https://rb.gy/o8z18f (اطلع عليه في 1 يوليو 2024).

[4] – المصدر سابق.

[5] – Abdulqudus Ogundapo (2024). “Senate in closed-door session to change Nigerian national anthem”. The Premium Times Nigeria, retrieved from https://rb.gy/rsmocg (اطلع عليه في 1 يوليو 2024).

[6] – Friday Omosola (2024). “How Frances Benda, not Frances Berda, composed ‘Nigeria We Hail Thee’”. Premium Times, retrieved from https://shorturl.at/4lADh (اطلع عليه في 1 يوليو 2024).

[7] – Ruth Nwokwu (2024). “Lyrics Of Nigeria’s Old National Anthem.” Leadership, retrieved from https://shorturl.at/WUrdx (اطلع عليه في 2 يوليو 2024)

[8] – Adrianna Simwa (2022). “Who wrote the Nigerian national anthem and pledge?” Legit.ng, retrieved from https://rb.gy/371l27 (اطلع عليه في 2 يوليو 2024)

[9] – “‘The true history of the national anthem’”. The Nation, retrieve from https://shorturl.at/Uo5Qq (اطلع عليه في 2 يوليو 2024)

[10] – “National Anthem.” Embassy of Nigeria in Hungary, retrieved from https://rb.gy/pk3vx7 (اطلع عليه في 2 يوليو 2024)

انشر المقال
بقلم أحمد البدوي عبد الرحيم مدير النشر والصفحات الاجتماعية.
باحث نيجيري - خريج الجامعة الإسلامية بالنيجر (الأدب والنقد).