عقول إفريقية مهاجرة: نماذج وأدوار في ظل جدلية الانتفاع والعودة

لقد أظهرت بيانات التعداد السكاني الأمريكي أن عدد السكان الأفارقة المهاجرين (أو المولودين خارج أمريكا) ينمو بوتيرة سريعة, وأن من السمات البارزة لهؤلاء المهاجرين أنهم الأعلى تعليما مقارنة مع المهاجرين من القارات الأخرى. وتمثل الزيادة التي حدثت في الفترة من عام 2000 إلى عامي 2008-2012 حوالي 4 في المئة من إجمالي السكان المولودين خارج الولايات المتحدة الأمريكية. وتشكل نيجيريا وإثيوبيا ومصر وغانا 41 في المئة من إجمالي المهاجرين الأفارقة في أمريكا, كما أن لديهم مستوى تعليميا أعلى من إجمالي السكان المهاجرين الباقين([1]).

وهناك أعداد لا تحصى من هؤلاء المهاجرين الأفارقة الذين يسهمون في بناء مجتمعات ومناطق هجرتهم ويعدون عقولا متميزة. وفيما يلي:

نماذج لعقول إفريقية مهاجرة

أ- في مجال العلوم:

1- بروس أوفبياجيلي (Bruce Ovbiagele)؛ وُلد الطبيب والأكاديمي البروفيسور “بروس” في نيجيريا، وحصل على شهادته في الطب عام 1991 من جامعة لاغوس النيجيرية. وفي عام 1995 هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة تدريب متخصص في السكتة الدماغية والأمراض العصبية التي تعتبر من أكبر التحديات الصحية في إفريقيا. وقد حصل على ثلاث شهادات عليا من جامعات كاليفورنيا (لوس أنجلوس) وسان دييغو (UCSD) وماساتشوستس. وفي عام 2008 فاز بجائزة القيادة البحثية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب ([2]).

ويعدّ البروفيسور “بروس” من العلماء والأكاديميين المشهورين في دراسات السكتات الدماغية وعلاجها داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها؛ حيث بدأ في عام 2002 مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد في طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس), وفي عام 2011 أصبح أستاذًا متفرغًا في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. وشغل منصب مدير برنامج Olive View-UCLA Stroke ومدير برنامج السكتات الدماغية لنظام الرعاية الصحية بشؤون المحاربين القدامى في سان دييغو الأمريكية، ورئيس قسم طب الأعصاب في جامعة كارولينا الجنوبية الطبية. بالإضافة إلى منصبه ككبير المسؤولين الطبيين في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في سان فرانسيسكو.

ومن إسهاماته العلمية أنه رئيس تحرير مؤسس لمجلة eNeurologicalSci (eNS) العلمية التابعة للاتحاد العالمي لطب الأعصاب، وشغل مؤخرًا منصب رئيس برنامج مؤتمر السكتة الدماغية الدولي (أو اجتماع علمي حول السكتة الدماغية في العالم), ونشر 450 مقالاً محكما وحرّر 4 كتب بحثية ووجّه أكثر من 45 متدربًا وعضو هيئة تدريس، وانتُخِب لمنحة الزمالة في العديد من المنظمات البارزة بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب والكلية الملكية للأطباء([3]). وفي إفريقيا أنه قاد تجربة سريرية لتحسين نتائج ما بعد السكتة الدماغية في نيجيريا, وشارك في قيادة دراسات مختلفة هدفت إلى تحديد عوامل الخطر البيئية للسكتة الدماغية لدى الأفارقة, وجدوى الهواتف الذكية لتعزيز نتائج السكتة الدماغية في غانا، وتأثير مؤشرات مخاطر السكتة الدماغية بين مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وفاعلية استراتيجية الحبة المتعددة لتعزيز نتائج السكتة الدماغية في غانا، والمتغيرات الجينية المرتبطة بـ السكتة الدماغية في السكان من أصول أفريقية([4]).

2- بيلكنز أجانوه (Pelkins Ajanoh): عالم ومخترع ورائد أعمال من مواليد ليمبي بالكاميرون, حيث درس المرحلة الثانوية وتخرج بأعلى الدرجات في الامتحان الثانوي النهائي على المستوى الكاميروني. وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل في عام 2018 على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT), وواصل دراسته بنيل ماجستير إدارة الأعمال من كلية “هارفارد جون إيه بولسون” للهندسة والعلوم التطبيقية وكلية هارفارد للأعمال، حيث تخرج بمرتبة الشرف([5]).

وإلى جانب الدعم والزمالات التي حصل عليها ” بيلكنز”, فقد أسس CassVita التي طور من خلالها تقنية حيوية جديدة لزيادة العمر الافتراضي للكسافا من 3 أيام إلى 18 شهرًا. وهو إنجاز كبير نظرا لأهمية الكسافا في المجتمعات الريفية الإفريقية, خاصة وأنه تعاون في المشروع مع أكثر من 1000 مزارع في غرب إفريقيا وتمكن من زيادة أرباح المزارعين بنسبة تصل إلى 400 في المئة. وقد نال عمل “بيلكنز” في مجال التكنولوجيا الحيوية لحل أزمة انعدام الأمن الغذائي العالمية الحالية وتعزيز دخل المزارعين إشادات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد ونيويورك تايمز والاتحاد الأوروبي ([6]).

3- ألكسندر أنيم منساه (Alexander Anim-Mensah): مهندس كيميائي ومؤلف وصاحب براءات الاختراع العديدة في مجال علوم وتكنولوجيا الأغشية (membrane science and technology). وقد ولد في تاكورادي الغانية وتلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي في غانا([7]), وحصل على البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة كوامي نكروما للعلوم والتكنولوجيا (KNUST), وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على ماجستير في جامعة ولاية كارولينا الشمالية (A&T) ودكتوراه من جامعة سينسيناتي بولاية أوهايو. وتشمل شهاداته الأخرى مجالات مثل تكنولوجيا إدارة سلسلة القيمة وعملياتها من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كلية سلون للإدارة, وقانون الملكية الفكرية من جامعة بنسلفانيا، وإستراتيجية الأعمال من كلية إدارة الأعمال بجامعة فيرجينيا داردن، وأعمال الطاقة العالمية من جامعة كولورادو, والمزيج التسويقي من كلية آي إي للأعمال بمدريد – إسبانيا.

ولأهمية اختراعاته([8]) حصل الدكتور “ألكسندر” في عام 2019 على جائزة زميل براءات الاختراع المتميز في شركة Illinois Tool Works (ITW), كما تضمنت إسهاماته قياس انعكاس المجال الزمني بالموجات فوق الصوتية (UDTR) للتحقيق في الوقت الفعلي لسلوكيات الأغشية البوليمرية المقاومة للمذيبات تحت الضغط أو الانتفاخ في البيئة العضوية. وشارك في تأليف كتابين وأوراق فنية في مجال علوم وتكنولوجيا الأغشية والتي فصّل فيهما رياضيا عن مختلف المسائل المتعلقة بتكنولوجيا الأغشية.

ب- في مجال السياسة والحوكمة

4- سلطان سعيد أحمد (Suldaan Said Ahmed): سياسي من أصل صومالي وُلد في مقديشو وهاجر إلى فنلندا في عام 2008 عبر سياسة هجرة لمّ شمل الأسرة. وقد عاش في كونتيولاهتي كاريليا الشمالية، وانتقل في عام 2011 إلى هلسنكي. تعلّم في مجال الحراسة الأمنية وعمل كعامل مجتمعي في مؤسسة هلسنكي ديكونيس. وقد ذاع صيت سلطان للمرة الأولى في عام 2017 عندما انتُخِب لعضوية مجلس مدينة هلسنكي في الانتخابات البلدية لعام 2017 وأعيد انتخابه في عام 2021, كما انتُخب في الانتخابات البرلمانية لعام 2019 وأصبح نائبًا برلمانيا. وفي سبتمبر عام 2021 تولى منصب عمدة هلسنكي([9]).

وإلى جانب اهتمام “سلطان سعيد أحمد” بالقضايا الوطنية في فنلندا، فقد عيّنه وزير الخارجية الفنلدية “بيكا هافيستو” في 8 يوليو 2022 كممثله الخاص حول وساطة السلام في القارة الأفريقية, وهي مهمة تمنح “سلطان سعيد أحمد” منافذ لدعم عمليات السلام في منطقة ولادته ومجتمعه الإفريقي([10]).

5- أويت تسفايسوس (Awet Tesfaiesus)؛ سياسية من أصل إريتري وُلدت عام 1974 في أسمرة عاصمة إريتريا، وهاجرت إلى ألمانيا منذ الطفولة مع والديها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. درست القانون وأكملت تدريبها القانوني في محكمة كاسل الإقليمية, وفي عام 2016 انتُخِبت مستشارة لمدينة كاسل.

وكانت عضوا في نقابة المحامين في ميونيخ منذ عام 2006، وعضوا في “حزب الخضر” منذ عام 2009, والمتحدث باسم التكامل والمساواة للمجموعة البرلمانية لحزب الخضر في برلمان مدينة كاسل منذ عام 2016, ونائبة رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الخضر في مدينة كاسل منذ عام 2019([11]).

ومن إسهامات “أويت تسفايسوس” أن ممارساتها وأنشطتها القانونية تركزت على قضايا الأجانب وقانون اللجوء. ودفعها الهجوم العنصري على بلدة هاناو في عام 2020 إلى اعتبار مغادرة ألمانيا مع عائلتها لتشابه ما حدث في هاناو أحداثا عنصرية عانتها فترة دراستها الثانوية في التسعينيات من القرن الماضي.

ولكنها قررت البقاء والانخراط فى الأنشطة السياسية وعملية صنع القرار حيث ترشحت للبوندستاغ الألماني (المجلس التشريعي الاتحادي) وأصبحت يوم 26 سبتمبر عام 2021 عضوًا في البرلمان الألماني نيابة عن “تحالف 90/الخضر” في ولاية هيسن, واحدة من الولايات الست عشرة التي تشكلت منها ألمانيا, لتكون أول امرأة من أصل إفريقي تُنتَخب لعضوية البوندستاغ, مع هدف إزالة عوائق التجنس داخل ألمانيا ورفع القيود التي تفرضها حالة الجنسية المزدوجة, وتعزيز التنوع الثقافي في المجتمع الألماني للحد من الهجمات العنصرية([12]).

6- كيليتشي مادو (Kelechi Madu): سياسي ومحامي كندي من أصل نيجيري وُلِد في امبايسي بولاية إيمو جنوب شرق نيجيريا. تخرج من جامعة لاغوس بدرجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في القانون واستُدْعِي إلى نقابة المحامين النيجيرية. وفي عام 2005 هاجر إلى إدمونتون مع زوجته لدراساتها العليا في جامعة ألبرتا([13]). وكان يمارس منذ ذلك الحين مهنة المحاماة. ولإسهاماته في مجتمعه بكندا مُنِح في عام 2009 مع فريق عمله في الخدمة العامة جائزة Premier’s Award للتميز في فئة الميدالية البرونزية.

ومن ضمن سجلاته في الخدمة العامة الكندية أنه عمل بوصفه مستشارا تقنيا أول لحكومة ألبرتا مع التركيز على المراجعات التشريعية والتنظيمية والسياسات العامة التشغيلية والاستراتيجية وإدارة القضايا والتشاور مع أصحاب المصلحة. وبرزت أنشطته السياسة في كندا منذ عام 2017 حيث كان عضوًا نشطًا في حزب “جمعية المحافظين التقدمية في ألبرتا”، ونظم اجتماعات لاختيار المندوبين، ودعم اندماج الحزب مع حزب Wildrose. وانتُخب في عام 2019 عضوًا في الجمعية التشريعية لألبرتا لمقاطعة إدمونتون.

وقد شغل سابقًا منصب وزير العدل والمحامي العام ووزير الشؤون البلدية في ألبرتا, كما عُيّن في 25 فبراير 2022 في منصب وزير العمل والهجرة الإقليمي في ألبرتا([14]). وفي أواخر أكتوبر 2022 أدى اليمين نائبا لرئيس وزراء ألبرتا([15]), ويواصل التطوع مع القضايا الإفريقية والأنشطة المجتمعية النيجيرية في كندا.

ج- في مجال الأكاديمية والأدب

7- نغوغي وا ثيونغو (Ngũgĩ wa Thiong’o)؛ أديب ومؤلف وأكاديمي كيني يعتبر واحدًا من أعظم الكتاب الأفارقة الأحياء, وهو من مواليد كاميريثو. نشر كتبا وروايات ومسرحيات وقصصا صوّر فيها الانتقال المؤلم من الثقافة الاستعمارية إلى مجتمع أفريقي مستقل. وقد تخلّى أثناء وجوده في السجن عن الكتابة باللغة الإنجليزية كلغة أدبية والتزم بالكتابة بلغته غيكويو. وغادر كينيا بعد إطلاق سراحه من السجن, حيث درّس في جامعة “نورث وسترن” وجامعة ييل وجامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعمل حاليا أستاذًا متميزًا في الأدب المقارن واللغة الإنجليزية في جامعة كاليفورنيا([16]).

ومن آثاره في الأدب الإفريقي أن نقده الاجتماعي يوضح المشاكل الواقعية للقارة من خلال تحدي تاريخها ومستقبلها, حيث يرفض فكرة تصفية المعرفة الأفريقية من خلال اللغات الأوروبية؛ لأنه لا يمكن رؤية حقيقة أفريقيا وفهمها من خلال لغات الآخرين. وهو أيضا من أكبر الدعاة إلى الوحدة الإفريقية لأن إفريقيا الموحدة بقاعدة جماهرية ثابتة ستتمكن من إجراء تبادلات ثقافية متساوية مع الثقافات الأخرى([17]). ومنذ عقود يعتبر “نغوغي وا ثيونغو” شخصية تستحق جائزة نوبل في الأدب. وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة Mũtĩiri المنشورة بلغة غيكويو, وحاصل على عدة جوائز بما في ذلك جائزة Nonino الدولية في إيطاليا عام 2001، وجائزة Park Kyong-ni في عام 2016.

8- عبد الرزاق قرنح (Abdulrazak Gurnah): كاتب وروائي وأكاديمي بريطاني من أصل تنزاني وُلِد في سلطنة زنجبار ولجأ إلى المملكة المتحدة في الستينيات من القرن الماضي خلال ثورة زنجبار. ويعمل أستاذا فخريا للغة الإنجليزية وآداب ما بعد الاستعمار في جامعة كنت (Kent). وقد ترك بصماته الأدبية من خلال أعماله التي تمثّل قضايا الهوية والذاكرة والتشريد، ودور تركة الاستعمار “الآلية الكبرى للغزو والإمبراطورية” في تشكيل هذه القضايا([18]).

وتشمل روايات عبد الرزاق قرنح “الجنة” التي صدرت عام 1994 ورُشِّحت لجائزة بوكر و وايتبريد, و “الهجر” التي صدرت عام 2005, و “عن طريق البحر” التي صدرت عام 2001 وأدرجت في القائمة الطويلة لـ Booker والقائمة المختصرة لجائزة Los Angeles Times Book Prize. وفي عام 2021 حصل على جائزة نوبل في الأدب “لاختراقه المتشدد والعاطفي لآثار الاستعمار ومصائر اللاجئين بين الثقافات والقارات” ([19]).

9- آلان مابانكو (Alain Mabanckou): أكاديمي روائي وشاعر من أصل كونغولي وُلد في جمهورية الكونغو (برازافيل) عام 1966 وحصل على البكالوريا في الآداب والفلسفة من مدرسة “كارل ماركس” الثانوية في بوانت نوار حيث نشأته. وتلفى دروسا أولية في القانون في جامعة “ماريان نغوابي” في العاصمة الكونغولية برازافيل، وغادر إلى فرنسا في سن 22 عاما بعد حصوله على منحة دراسية([20]).

ويعتبر البروفيسور “آلان” من أشهر الكتاب الأفارقة وأكثرهم نجاحًا باللغة الفرنسية، ومن أشهر الكُتّاب في الأدب الفرنسي المعاصر. واشتهر برواياته وكتاباته التي تتركز على تجربة إفريقيا المعاصرة وتصوّر الشتات الأفريقي في فرنسا([21]). ويعمل حاليًا أستاذًا للآداب بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس. ومع ذلك, فقد كان من أكثر الكتاب عرضة للانتقادات داخل إفريقيا وبين الشتات الإفريقي لمواقفه المثيرة للجدل.

د- في مجال الاقتصاد والاستثمار

10- أديبايو أوغونليسى (Adebayo Ogunlesi): محامٍ ورجل أعمال ومصرفي استثماري نيجيري وُلِد في ساغامو ولاية أوغون النيجيرية لعائلة علمية مرموقة. حصل على شهادته الثانونية في لاغوس وغادر نيجيريا لنيل بكالوريوس مع مرتبة الشرف الأولى في الفلسفة والسياسة والاقتصاد من جامعة أكسفورد في إنجلترا. وفي عام 1979 نال درجتين علميتين في آن واحد وهما دكتوراه في القانون بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من كلية الحقوق بجامعة هارفارد وماجستير إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال([22]).

وقد صُنّف الدكتور “أديبايو أوغونليسى” في عام 2019 كواحد من 100 أفريقي أكثر نفوذاً([23]). وترواحت مجالات عمله بين التدريس الجامعي والممارسات القانونية والأعمال والاستثمار, حيث كان محاضرًا في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وكلية الإدارة بجامعة ييل, وشغل سابقًا منصب نائب الرئيس التنفيذي وكبير مسؤولي العملاء في قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية في Credit Suisse.

ويشغل حاليًا منصب رئيس مجلس الإدارة والشريك الإداري في شركة عالمية تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها والتي تستثمر في أصول البنية التحتية في قطاعات الطاقة والنقل والمياه في مناطق تشمل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبلدان الأسواق الناشئة المختارة([24]).

11- تيجان ثيام (Tidjane Thiam): رجل أعمال من ساحل العاج والذي ينحدر من عائلة سياسية بارزة في دولتين إفريقيتين وهما السنغال وساحل العاج. وكان في عام 1982 أول عاجيّ يجتاز امتحان القبول في كلية الفنون التطبيقية في باريس, وتخرّج في عام 1984 من كلية الفنون التطبيقية وفي عام 1986 من المدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس. ونال عام 1986 منحة دراسية لدراسة ماجستير إدارة الأعمال في المعهد الأوربي لإدارة الأعمال (إنسياد) وبرنامج شركة ماكينزي للزملاء في باريس.

وقد حصل على ماجستير إدارة الأعمال من إنسياد عام 1988 وإجازة عام في عام 1989 من ماكينزي للمشاركة في برنامج المحترفين الشباب التابع للبنك الدولي في واشنطن العاصمة، وعاد إلى شركة ماكينزي في عام 1990 حيث عمل في مدينة نيويورك ثم في باريس([25]).

وتتمحور الإشادات الدولية التي ينالها “تيجان ثيام” في الإصلاحات التي نفّذها في مصرف Credit Suisse حيث أبعد متداولي المشتقات وأعاد صياغة البنك بوصفها شركة لإدارة الثروات تركز على الأسواق الناشئة. وشغل “تيجان ثيام” منصب الرئيس التنفيذي لبنك Credit Suisse السويسري من مارس 2015 إلى فبراير 2020([26]), والمدير المالي للمجموعة المصرفية البريطانية Prudential من 2007 إلى 2009 ثم رئيسها التنفيذي حتى عام 2015. وفي عام 2019 أصبح عضو اللجنة الأولمبية الدولية (IOC), كما يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة Freedom Acquisition Corp([27]).

12- انغوزي أوكونجو إيويالا (Ngozi Okonjo-Iweala): اقتصادية عالمية من مواليد بلدة “أوغواشي-أوكوو” في ولاية دلتا النيجيرية. تلقت تعاليمها الأساسية في مدرسة كوينز بولاية إينوغو جنوب شرق نيجيريا ثم مدرسة “سانت آني” والمدرسة الدولية إبادان جنوب غرب نيجيريا. وقد غادرت نيجيريا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1973 بهدف الدراسة حيث تخرّجت عام 1976 من جامعة هارفارد مع بكالوريوس في الاقتصاد بامتياز. ونالت في عام 1978 درجة ماجستير في تخطيط المدن وعلى دكتوراه في الاقتصاد الإقليمي والتنمية عام 1981 من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدعم من الرابطة الأمريكية للطالبات الجامعيات (AAUW)([28]).

وقد شغلت الدكتورة “انغوزي” مناصب إدارية كثيرة داخل نيجيريا وخارجها؛ فهي أول امرأة نيجيرية تشغل فترتين في منصب وزيرة المالية النيجيرية (في عهد الرئيس أولوسيغون أوباسانجو من 2003 إلى 2006 وفي عهد الرئيس غودلاك جوناثان من 2011 إلى 2015). كما شغلت من يونيو إلى أغسطس 2006 منصب وزيرة خارجية نيجيريا. وعلى المستوى الدولي تشغل حاليا منصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية منذ مارس 2021, لتكون أول امرأة وأول أفريقية تقود منظمة التجارة العالمية كمديرة عامة بعدما استقالت في فبراير 2021 عن مجلس إدارة تويتر. وهي عضو في مجالس إدارات دولية كثيرة بما في ذلك دانون، بنك ستاندرد تشارترد، معهد مانديلا لدراسات التنمية، مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، معهد جورج تاون للمرأة، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI)، ومؤسسة روكفلر([29]). وتبرز إسهاماتها الإفريقية من خلال مشاركاتها في مؤسسات تنموية وإصلاحات اقتصادية بدول إفريقية مختلفة بما في ذلك نيجيريا وجنوب إفريقيا.

هـ- في مجال التكنولوجيا والأعمال

13- سترايف ماسييوا (Strive Masiyiwa): مستثمر تكنولوجي ورجل أعمال ومحسن مقيم في لندن البريطانية. وُلِد في روديسيا (زيمبابوي حاليا) وغادر البلاد مع عائلته عندما كان في السابعة من عمره بعد أن أعلنت حكومة رئيس الوزراء “إيان سميث” إعلان الاستقلال من جانب واحد عن المملكة المتحدة. واستقرت عائلته في مدينة تشتهر بمناجم النحاس في شمال وسط زامبيا المجاورة حيث أكمل تعليمه الابتدائي قبل المغادرة إلى اسكتلندا لتكملة التعليم الثانوي حيث تخرّج في عام 1978 وعاد إلى روديسيا للانضمام إلى قوات حرب العصابات المناهضة لحكومة روديسيا. وقد عاد إلى بريطانيا حيث التحق بجامعة ويلز ونال شهادة في الهندسة الكهربائية في عام 1983([30]).

وفي حين تحفل سجلات “سترايف ماسييوا” بخبرات وحقائب كثيرة شملت العمل في صناعة الكمبيوتر في كامبريدج إنجلترا؛ فقد عد من رجال الأعمال الأفارقة المعاصرين الذين ساهموا في تنمية قارتهم؛ إذ عاد إلى زيمبابوي في عام 1984 على أمل المساعدة في تعافي البلاد بعد نهاية حرب بوش الروديسية. وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعات التكنولوجيا الدولية Econet Global ([31]) و Cassava Technologies, وعلى مدار العشرين عامًا الماضية من خلال مؤسسته قدّم منحًا دراسية لأكثر من 250,000 شاب أفريقي, ودعم أكثر من 40 ألف يتيم عبر مبادرات تعليمية بالإضافة إلى رعاية طلاب جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والصين.

وله زمالة وعضوية في مجالس الإدارة الدولية مثل Unilever و Netflix ومؤسسة Bill & Melinda Gates وفريق Africa Progress Panel والتحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا وصندوق إيبولا التابع للاتحاد الأفريقي والأكاديمية الأفريقية للعلوم والمعهد الإستراتيجي الأفريقي, بالإضافة إلى عمله في لجنتين استشاريتين للأمم المتحدة.

14- أولاتنبوسن تيجاني (Olatunbosun Tijani): رجل أعمال من مواليد ولاية أوغن النيجيرية. تلقى تعاليمه الابتدائية والثانوية بين عامي 1996 و 2002 ونال شهادتي دبلوم في علوم الكمبيوتر وبكالوريوس في الاقتصاد من جامعة جوس النيجيرية. التحق في عام 2003 بكلية لاغوس للأعمال لماجستير إدارة الأعمال. وفيما بين عامي 2006 و 2007 نال درجة ماجستير في نظم المعلومات والإدارة من كلية ووريك للأعمال في بريطانيا.

وانضم في عام 2013 إلى البرنامج التنفيذي للابتكار من أجل التنمية الاقتصادية في كلية هارفارد كندي، بالإضافة إلى درجة دكتوراه في أنظمة الابتكار والتنمية في جامعة ليستر في إنجلترا([32]).

وقد وُصِف “أولاتنبوسن تيجاني” كواحد من أكبر المبتكرين المُسَبّبين للاضطراب الإيجابي في مجال التكنولوجيا بإفريقيا؛ إذ هو مؤسس مشارك ومدير تنفيذي للمركز التكنولوجي Co-Creation Hub الذي يعمل على تسريع تطبيق الابتكار ورأس المال الاجتماعي للمبدعين والمبتكرين الأفارقة بتعاون مع الشركات المالية والمؤسسات التكنولوجية العالمية. وتحت قيادته توسعت مناطق نفوذ الشركة, وفي عام 2019 استحوذت الشركة على المركز التكنولوجي الكيني iHub. وهو أيضا العقل المدبّر لزيارة “مارك زوكربيرج” إلى نيجيريا للمرة الأولى في أغسطس 2016, وهي الزيارة التي مهّدت الطريق أمام مبادرات تكنولوجية جديدة مع الحكومة النيجيرية وشركات أخرى في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى([33]).

15- يوناس بشاوريد (Yonas Beshawred): مهندس تكنولوجي ومطور برمجيات. وُلِد لأبوين إثيوبيين اللذين هاجرا إلى الولايات المتحدة الأمركية وأسّسا عدة تجارات. وقد انخرط في مجال الاستشارات الإدارية بعد تخرجه من الكلية حيث لاحظ قصورا في طبيعة اتخاذ الشركات الكبيرة قرارات تكنولوجية حاسمة. وأكسبه عمله في استشارات إستراتيجية تكنولوجيا المعلومات في شركة Accenture فرصة التعمق في عملية اتخاذ الشركات الكبيرة للقرارات التكنولوجية والبرمجيات, الأمر الذي أدى به إلى التفكير في إيجاد حلول لتحسين هذه العملية للشركات الكبيرة والصغيرة([34]).

وقد أسس “يوناس بشاوريد” منصة StackShare التي هي عبارة عن ذكاء المكدس التكنولوجي Tech Stack Intelligence لمساعدة الفِرق والشركات على اتخاذ قرارات تكنولوجية معتمدة على البيانات. وتدعم المنصة Air BnB و Dropbox و Spotify وغيرها من الشركات الكبرى التي تسمح لمطوريها مشاركة البرامج التي يستخدمونها وكيفية استخدامها على المنصة.

وتتمتع منصة StackShare أيضا بمستثمرين كثيرين منهم خمسة من أصول إفريقية, كما أن “يوناس بشاوريد” نفسه ساهم في إنشاء منظمة Harambeans التي تضم أكثر من 250 مؤسّسا أفريقيًا قاموا بشكل جماعي بخلق أكثر من 3,000 وظيفة وجمعوا أكثر من 400 مليون دولار لشركاتهم. وأطلق أيضًا منظمة “إثيوبيون في التكنولوجيا بمنطقة خليج سان فرانسيسكو”, ومنظمة دولية أخرى ساعدت في تسريع الاستجابة لوباء كوفيد-19 في إثيوبيا([35]).

جدلية انتفاع إفريقيا من هجرة العقول

من خلال جهود النماذج سابقة الذكر يلاحظ ما جادله البعض مؤخرا على أن إفريقيا تستفيد من هجرة عقولها, وأن القلق منها يتجاهل موقف المهاجرين الأفارقة أنفسهم والعوامل التي دفعت بهم لمغادرة وطنهم, وخاصة أن الأفارقة المهاجرين وأحفادهم في الخارج يكافحون لاستعادة السيطرة على حياتهم من خلال الهجرة والإنتاج الثقافي والممارسات السياسية والاقتصادية([36]).

ويمكن قياس الفوائد التي تكسبها القارة من بعض عقولها الهاجرة من خلال التحويلات المالية التي يرسلونها إلى ديارهم في إفريقيا؛ فنيجيريا مثلا حصلتْ على 24.3 مليار دولار في عام 2018 من مواطنيها العاملين في الخارج([37])، وهذا أكثر من عشرة أضعاف ما حصلت عليه البلاد من الاستثمار الأجنبي في العام نفسه. ويحوّل السنغاليون العاملون في إسبانيا ما يصل إلى نصف أرباحهم مما تساعد على تشكيل 9 في المئة من الدخل القومي للسنغال. إضافة إلى حقيقة أن النسبة الكبرى من الأموال التي يرسلها المهاجرون إلى أوطانهم تذهب مباشرة إلى المستفيدين وغالبًا ما تكون لأهداف استثمارية أو لتعليم إخوانهم وإسكان عائلاتهم وأعمال أخرى تمس حياة المهاجرين وعائلاتهم([38]).

ويضاف إلى ما سبق أن هجرة العقول رغم استنزافها للمهارات في القارة  الإفريقية، إلا أنها تعود لأوطان المهاجرين بفوائد تشجيعية مثل تحفيز الشباب على التعليم والذهاب إلى المدرسة في بعض المناطق لتحويل حياتهم. كما ساهم الذين هاجروا في تنمية مجتمعاتهم من حيث توفير التدريبات والمهارات والاستثمارات في رأس المال البشري والبنية التحتية التكنولوجية وتعزيز الحوكمة الرشيدة. بالإضافة إلى أن العديد من العقول الأفريقية المهاجرة وجدت وسائل للحفاظ على قنوات التواصل ومواصلة أداء مسؤولياتهم تجاه وطنهم في إفريقيا.

عودة العقول الإفريقية المهاجرة

لا يزال الكثيرون من المهاجرين الأفارقة يعدون العودة إلى إفريقيا خيارًا غير مناسب لهم بسبب عوامل مرتبطة بالسلامة والأمن أو ضعف الأنظمة التعليمية والاستقرار المالي. ومع ذلك, يلاحظ من خلال متابعة أعمال العقول الإفريقية العظيمة وأدوارهم أن عددا منها قد عادت أو تخطط للعودة بعد أن أدركت الفرص المتاحة لها داخل إفريقيا, حيث عزّ لدى هؤلاء العقول الشعور بالعطاء لمجتمعهم. بل أصبحت السيناريوهات المتكررة بين عمالقة الأدب الأفريقي والكتاب الأفارقة المهاجرين أن يعودوا إلى ديارهم بعد عقود من العمل الأكاديمي والأدبي في الخارج, وذلك من أجل التقاعد في أوطانهم والانضمام إلى مؤسسات تعليمية عليا أو مراكز فكرية لنقل أفكارهم ومهاراتهم إلى الجيل الجديد. وهذه هي حالة الأديب النيجيري “وولي سوينكا” أول أفريقي يفوز بجائزة نوبل في الأدب عام 1986 الذي عاد إلى نيجيريا ليعيش الآن في مدينة ولادته “أبيوكوتا” جنوب غرب نيجيريا([39]).

ويمكن القول أيضا بأن توفير عوامل تعزز عودة العقول المهاجرة سينتج للقارة منافع جمة في مجالات الحكم المدني وريادة الأعمال والعلوم, حيث يوجد بين بعض هؤلاء العقول المهاجرة علماء صواريخ أمثال: “كوامي ويليامز” المواطن الأمريكي من أصل غاني الذي درس هندسة الطيران في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعاد إلى غانا([40]) لتأسيس شركته رافضا الوظيفة التي قُدّمت له في وكالة “الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء” (NASA). وهناك “إيكنّا انزيوي” المواطن الأمريكي من أصل نيجيري الذي درس علوم الكمبيوتر في جامعة ييل وتعاون مع صديقين من مؤسستين أمريكيتين مرموقتين لتأسيس شركةReleaf  لجمع ومعالجة حبات زيت النخيل من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في نيجيريا([41]).

من جانب آخر, تتعلق فكرة العودة إلى الوطن لدى بعض المهاجرين الأفارقة ببناء الوطن واستجابة نداء الواجبات. وهذا حال بعض الصوماليين الذين تعلّموا في الخارج وعادوا إلى بلادهم لتطويرها رغم ضعف الامتيازات من الحكومة والبيئة. ومن النماذج الناجحة في جذب العقول وحثّها للعودة إلى ديارها ما نفّذته جنوب إفريقيا على مدار السنوات الماضية, حيث تنشأ برامج وطنية مبتكرة ومبادرات علمية وتكنولوجية تناسب المهندسين والعلماء والتكنولوجيين وتقدم لهم رواتب مغرية, مثل بناء مشروع تلسكوب علم الفلك الراديوي الذي سيكون الأكبر في العالم وتوفير الكراسي العلمية الراسخة مما يجذب العديد من العلماء المتخصصين للعودة إلى الوطن وتشجع العقول المتميزة على البقاء. وقد كشف تقرير أن هذه الكراسي العلمية جذبت حتى الآن 2,011 أعضاء من شتات جنوب إفريقيا والمتميزين من العلماء الأجانب القادمين من دول أخرى([42]).

وأخيرا, هناك حاجة إلى إدارة “دوران وتبادل العقول” بين الدول الإفريقية؛ حيث الحركة الدائرية للطلبة الأفارقة والعمالة الماهرة عبر الدول الأفريقية ستقلل من فقدان العقول الأفريقية للدول غير الأفريقية وستعزز التكامل بين البلدان الإفريقية, وخاصة أن خسارة هذه العقول لدول أفريقية أفضل بكثير نظرا للمبالغ التي تنفقها الحكومات الأفريقية لتعليم أبنائها داخل القارة وخارجها مع أن الكثير منهم قلما يعودون إلى وطنهم في إفريقيا بعد انتهاء دراستهم بسبب حصولهم على أجور وظروف عمل أفضل في الخارج.

ـــــــــــــــــــــــ

[1] – Wagdy Sawahel (2014). US-based African immigrants more educated. University World News, retrieved from https://bit.ly/3NlQ4yj (visited on October 26, 2022)

[2] – Ovbiagele Bruce. The African Academy of Sciences, retrieved from https://bit.ly/3Dl8B95 (visited on October 26, 2022)

[3] – Bruce Ovbiagele, M.D., M.Sc., M.A.S., M.B.A., M.L.S. retrieved from https://bit.ly/3DN5mso (visited on October 26, 2022)

[4] – المصدر سابق:

Ovbiagele Bruce. The African Academy of Sciences

[5] – Pelkins Mbacham Ajanoh, 2020. Retrieved from https://bit.ly/3NscOwr (visited on October 26, 2022)

[6] – Pelkins Ajanoh. Social Innovation + Change Initiative, retrieved from https://bit.ly/3DLyikD (visited on October 26, 2022)

[7] – Christopher Sam. An Exclusive Interview with Dr. Alexander Anim-Mensah To Motivate the Youth. Modern Ghana, retrieved from https://bit.ly/3DmxEJ4 (visited on October 26, 2022)

[8] – Patents by Inventor Alexander R. Anim-Mensah. Retrieved from https://bit.ly/2XV5wGe (visited on October 26, 2022)

[9] – Moulid Hujale (2021). From child refugee to politician: Finland’s first Somali-born MP. Aljazeera, retrieved from https://bit.ly/3We6htf (visited on October 26, 2022)

[10] – Foreign Minister’s Special Representative on Peace Mediation in the Horn of Africa Suldaan Said Ahmed visited Ethiopia, Djibouti and Somalia. Ministry for Foreign Affairs of Finland, retrieved from https://bit.ly/3TS3kwL (visited on October 26, 2022)

[11] – Awet Tesfaiesus (2021). Awet Tesfaiesus, first black woman in the German Bundestag. African Shapers, retrieved from https://bit.ly/3FrNPaE (visited on October 26, 2022)

[12] – المصدر سابق.

[13] – Ikechukwu Amaechi (2019). As Kaycee Madu makes history in Alberta, Canada. Vanguard, retrieved from https://bit.ly/3Dnb4jr (visited on October 26, 2022)

[14] – Adam Lachacz (2022). Alberta shuffles cabinet: Shandro moves to justice, Madu becomes immigration minister. CTV News Edmonton, retrieved from https://bit.ly/3fhjrFo (visited on October 27, 2022)

[15] – Minister of Skilled Trades and Professions. Alberta, retrieved from https://bit.ly/3DMZuzJ (visited on October 27, 2022)

[16] – Biography Ngugi wa Thiong’o (2020). Center for African Studies – Howard University, Minister of Skilled Trades and Professions. Alberta, retrieved from https://bit.ly/3U12dL4 (visited on October 27, 2022)

[17] – Nasrullah Mambrol (2019). Analysis of Ngugi wa Thiong’o’s Novels. Literary Theory and Criticism, retrieved from https://bit.ly/3NzR3uV (visited on October 27, 2022)

[18] – Eckhard Breitinger. Abdulrazak S Gurnah Biography. Retrieved from https://bit.ly/3gLeaGe (visited on October 27, 2022)

[19] – Hammed J. Sulaiman (2021). “Nobel Prize and African Literature: What Abdulrazak Gurnah’s Feat Means For Africa.” Alafarika for Studies and Consultancy, retrieved from https://alafarika.org/3318 (visited on October 27, 2022)

[20] – Alain Mabanckou: Franco-Congolese Writer and Teacher. Retrieved from https://bit.ly/3SStfDn (visited on October 27, 2022)

[21] – The mobile Africas of Alain Mabanckou. UNESCO, retrieved from https://bit.ly/3DmoyvR (visited on October 27, 2022)

[22] – Adebayo Ogunlesi. Reference for Business, retrieved from https://bit.ly/3NmtEgf (visited on October 27, 2022)

[23] – The 100 most influential Africans (11-20). The Africa Report, retrieved from https://bit.ly/3gTA2iQ (visited on October 27, 2022)

[24] – Ruth Okwumbu-Imafidon (2020). Meet Adebayo Ogunlesi, Nigeria’s investment banker shaking up Wall Street. Nairametrics, retrieved from https://bit.ly/3firwJT (visited on October 27, 2022)

[25] – Tidjane THIAM Biographie. Retrieved from https://bit.ly/3sKiVCY (visited on October 27, 2022)

[26] – Kelly, K. (2020). The Short Tenure and Abrupt Ouster of Banking’s Sole Black CEO. New York Times, retrieved from https://nyti.ms/3U8zi7Y (visited on October 27, 2022)

[27] – Tidjane Thiam – To win the world, use soft power (2022). NewAfrican Magazine, retrieved from https://bit.ly/3UeZbD7 (visited on October 27, 2022)

[28] – NGOZI OKONJO-IWEALA (1954- ). Blackpast, retrieved from https://bit.ly/3NlNmIP (visited on October 27, 2022)

[29] – WTO Director-General: Ngozi Okonjo-Iweala. WTO, retrieved from https://bit.ly/3SKkIT3 (visited on October 27, 2022)

[30] – STRIVE MASIYIWA (1961- ). Blackpast, retrieved from https://bit.ly/3UbNrRO (visited on October 27, 2022)

[31] – Strive Masiyiwa 1961– Founder and chief executive officer, Econet Wireless Holdings. Reference for Business, retrieved from https://bit.ly/3U7t0Fu (visited on October 27, 2022)

[32] – Ruth Okwumbu-Imafidon (2022). Bosun Tijani, the man behind Nigeria’s biggest tech hub. Nairametrics, retrieved from https://bit.ly/3TSrhEf (visited on October 28, 2022)

[33] – المصدر السابق.

[34] – Catherine Clifford (2020). Black founder in Silicon Valley: ‘We need to play the game and work twice as hard to win’. CNBC, retrieved from https://cnb.cx/3NmUq89 (visited on October 28, 2022)

[35] – Abbianca Makoni (2021). How StackShare Founder Yonas Beshawred Built a Community of One Million Developers. People of Color in Tech, retrieved from https://bit.ly/3TJakfv (visited on October 28, 2022)

[36] – Migration is helping Africa in many ways. The Economist, retrieved from https://econ.st/3fljrUO (visited on October 28, 2022)

[37] – Hugo Cuevas-Mohr (2019). Nigerian Diaspora and Remittances: Transparency and market development. Premium Times, retrieved from https://bit.ly/3ztztmj (visited on October 28, 2022)

[38] – المصدر سابق:

Migration is helping Africa in many ways. The Economist

[39] – Chibundu Onuzo (2021). Wole Soyinka: ‘This book is my gift to Nigeria’. The Guardian, retrieved from https://bit.ly/3Uf5lDj (visited on October 28, 2022)

[40] – Nelly Murungi (2020).How this Ghanaian entrepreneur returned home from the US to commercialise the moringa tree. How We Made It In Africa, retrieved from https://bit.ly/3sH9oMM (visited on October 28, 2022)

[41] – John Njiraini (2021). Meet the founder: Releaf’s Ikenna Nzewi wants Nigerian palm oil to be the next big thing. AgFunderNews, retrieved from https://bit.ly/3zubumR (visited on October 29, 2022)

[42] – Tackling Brain Drain through “Brain Circulation”. African Development Bank, retrieved from https://bit.ly/3Uce1KE (visited on October 29, 2022)