أكوغو (Akogo): تعزيز صنع بيانو الإبهام لإحياء ثقافة إثنية “تيسو” (Iteso)

نيجيريا الثقافية
نيجيريا الثقافية

تعتبر إثنية “تيسو” (Teso) أو “إيتيسو” (Iteso) من سكان وسط أوغندا وكينيا الذين يتحدثون لغة تيسو (أو أتيسو Ateso) التي تصنف ضمن عائلة اللغات النيلية الصحراوية. وتعد إثنية “تيسو” من بين أكثر المزارعين تقدمًا في أوغندا, كما استخدموا محاريث الثيران في زراعتهم للقطن في أوائل القرن العشرين. ورغم أن الدخن ضمن محاصيلهم الرئيسية، إلا أن القطن عمادهم الاقتصادي.

على أن إثنية “تيسو” فقدت النسبة الكبرى من ثقافتها التقليدية وتنظيماتها الاجتماعية الإقليمية عندما غزتها إثنية “غندا” (أو Baganda) في نهاية القرن التاسع عشر. وكغيرها من إثنيات إفريقية مختلفة استبدلت “تيسو” دياناتها التقليدية بالمسيحية.

وقد كان بيانو الإبهام المعروف بـ “أكوغو” (Akogo) واحد من أشهر الآلات الموسيقية في أوغندا والذي ينتمي إلى إثنية ” Teso” التي صممته منذ قرون. ويعزف أكوغو تقليديًا في الاحتفالات المحلية, مثل ولادة التوائم أو الزواج أو الجنازة.

ويصنع المزارع “أوكوبا كوكاس” البالغ 77 عاما من العمر بيانو “أكوغو” منذ أن كان عمره 15 عامًا. وقد كان “أوكوبا” يجني أموالًا إضافية من خلال طلبات شراء من قبل الفرق الموسيقية، ولكن الإقبال على هذه الآلة واستخدامها تلاشى, وهو ما يوقظ فيه الرغبة اليوم في إنقاذ ما يشهتر به ثقافة “تيسو”.

“أريد تعليم أطفال هذا الجيل، حتى يتمكنوا من العثور على أكوغو عندما يكبرون ويعرفون أنها الثقافة التي نشأنا عليها. ويمكنهم أيضًا أن يسألوا عن الأجزاء المختلفة من الآلة”.

بيانو الإبهام (أكوغو) الجاهز.
المصدر: Sadam Seguya

باستثناء استخدامه في الأحداث التقليدية والمحلية الضخمة؛ يوضع “أكوغو” في الغالب في الصناديق في المتاحف ولا يخرج إلا عندما يراد استخدامه سواء مرة أو مرتين في العام أو حسب الأحداث.

وكما قال المرشد في متحف سوروتي الأوغندي:

“لدينا أطفال تيسو في المدينة لا يعرفون حتى أكوغو. لذلك عندما يزورون متحف سوروتي (متحف في أوغندا)، سيجدونه محفوظا هنا ويمكنهم رؤيته”، وكما يقول “بيتر ناتسامي”.

وفي حين يمكن لظهور إنتاج الموسيقى المحوسب أن يسهّل عملية تسلسل ألحان أكوغو وحفظها على الجهاز للاستخدام العام؛ إلا أن كثرة الأنواع والفئات الموسيقية وشهرة “أفرو-بتس” تصعبان عملية إثارة اهتمام هذا الجيل بأصوات “أكوغو”.

ويبيع “أوكوبا كوكاس” ما صنعه من “أكوغو” بـ 5 دولارات. ولكن الأمر بالنسبة له لا يتعلق بالمال: إنها محاولة للحفاظ على ثقافة “تيسو” وإبقائها حية مع حفظ صوت يختفي ببطء. وفي حدّ تعبيره:

“سيأتي وقت يأخذني الله إليه فتكون المفاجأة أن لا أحد يعرف عن ثقافتنا وأنها ماتت. لهذا السبب أشجّع الأطفال المهتمين بالحضور والتعلم”.

جدير بالذكر أن صنع “أكوغو” كان مملاً في العقود الماضية عندما احتاج إلى نحته من الجزع. ولكن صنعه اليوم مع توفر المواد يستغرق بضع ساعات فقط للحصول على “أكوغو” جاهز.

انشر المقال
تابعْ:
مجلة ثقافية إفريقية.