فونميلايو رانسوم-كوتي

حكيم ألادي نجم الدين
حكيم ألادي نجم الدين - رئيس تحرير مجلة نيجيريا الثقافية.

رغم قلة ورود ذكر اسم ” فونميلايو رانسوم-كوتي” في أدبيات التاريخ النيجيري والحركات الوطنية للاستقلال؛ إلا أن أدوارهنّ لم تَكن سوى مجرد مساعدات بسيطة للرجا المقاومين.

وُلدتْ الزعيمة والناشطة النيجيرية ” فونميلايو رانسوم-كوتي” (Funmilayo Ransome-Kuti) في 25 أكتوبر عام 1900, في مدينة أبَيْأَوْكُوتا (Abeokuta) ولاية “أَوْغُنْ” جنوب غرب نيجيريا. وكانت مُدرّسة وسياسية وناشطة في مجال حقوق المرأة وأرستقراطية تقليدية في نيجيريا. واشتهرتْ أيضا كوالدة “فيلا كوتي” ” (Fela Kuti) المُغنّي العالمي ورائد “أفروبيت” (Afrobeat).

وتعدّ “فونميلايو ” واحدة من أبرز قادة جيلها؛ فهي – في أوائل العشرينيات من القرن الماضي – واحدة من النساء القلائل في نيجيريا اللاتي تلقَّيْن التعليم ما بعد الابتدائي، واستخدمت مكانتها لتنسيق المقاومة ضد “الاستعمار” في نيجيريا, والتي لم تستهدف البريطانيين فحسب بل استهدف أيضا الزعماء التقليديين والمحليين الذين استخدمهم “الاستعمار” لفرض قواعده وتنفيذ أجنداته

من جانب آخر, كانت ” فونميلايو ” أول امرأة قادتِ السيارة في نيجيريا. وقد وُصفتْ كـ”عميدة حقوق المرأة” في نيجيريا ، ولُقّبتْ أيضا بـ “أم أفريقيا” – نظرًا لنشاطها السياسي ونفوذها الاجتماعي.

في عام 1942، أسّستْ “فونميلايو ” “نادي سيّدات أبَيْأَوْكُوتا” (Abeokuta Ladies’ Club) للنساء المتعلمات العاملات في الأعمال الخيرية, كما أطلقتْ برنامجا للمساعدة في تثقيف نساء الطبقة العاملة (أول برنامج تعليم الكبار للنساء في نيجيريا).

وبمشاركة مع “إينيولا سوينكا” (شقيقة زوجها وأم الأديب النيجيري وَوْلَيْ سوينكا)، قامتْ “فونميلايو” بدمج “ناد السيدات” مع برنامجها لتثقيف النساء, وذلك لتشكيل “اتحاد نساء إيبا” (Egba Women’s Union) والذي ضمّ أكثر من 20،000 فرد. ومن خلال هذا المشروع ناهضتْ البريطانيون ودعمتْ حركة الاستقلال في نيجيريا.

وإذ كانت “فونميلايو” واحدة من المندوبين الذين تفاوضوا على استقلال نيجيريا مع الحكومة البريطانية, فقد ذُكر عنها أنه عندما رفض ضباط “الاستعمار البريطاني” منح تصاريح للمظاهرات، حشدتْ “فنملايو” نساء السوق المحلي ودعتْهم إلى ما أسمتْه بـ “النزهات” والمهرجانات واستغلّتْها للتظاهر ومناقشة القضايا الشائكة.

وقد طغى صيت حركات أبناء “فونميلايو” الثلاثة على نشاطها بسبب تقدّمها في العمر، خصوصا وأن الأبناء قدموا معارضة فعالة نشطة ضد مختلف الحكومات العسكرية النيجيرية.

وفي عام 1978 اقتحم حوالي 1000 فرد من الجيش النيجيري منزل “فيلا” – ابن “فونميلايو”, وألقوا الناشطة – وهي في السبعينات من عمرها – من نافذة المنزل في الطابق الثالث. وإذ دخلتْ في الغيبوبة في شهر فبراير من ذلك العام، إلا أن الإصابة من هذه الحادثة أدتْ إلى وفاتها في 13 أبريل 1978.

انشر المقال
بقلم حكيم ألادي نجم الدين رئيس تحرير مجلة نيجيريا الثقافية.
- باحث نيجيري مهتم بالتحولات السياسية والقضايا الاجتماعية والتنموية والتعليمية. - حاصل على دكتوراه في الأصول الاجتماعية والقيادة التعليمية من الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا (IIUM).